مقتل الحسين بن علي
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وبعد فهذه قصة مقتل الحسين ملخصة في ٣٥ نقطة
١
في سنة ٦٠ هـ توفى الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان في دمشق وقد جعل ابنه يزيد وليا للعهد فبايع الناس يزيد وكان يزيد ثاني حكام الأمويين.
.........
٢
بدأت الوفود تأتي الحسين بن علي من العراق لمبايعته بدلا من يزيدوكان الحسين في مكة وقالو له( فإذا شئت فاقدم على جند لك مجنده والسلام عليك )
.......
٣
أراد الحسين معرفة الحقيقة في العراق فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى العراق وكان الصحابي النعمان بن بشير الوالي في الكوفة فذهب مسلم للكوفة.
......
٤
توجه مسلم بن عقيل للكوفه ووجد ١٨ الف من الشيعة يبايعون الحسين بن علي فكتب إلى الحسين بسرعة القدوم ولما سمع هذا الخبر الحسين توجه للعراق.
.......
٥
ماذا قال الصحابي الجليل النعمان بن بشير أمير الكوفة لأهل الكوفة ولماذا قال لهم ذلك؟
النعمان بن بشير كان لا يريد سفك الدماء ولكنه حذر أهل الكوفه وقال لهم قولته المشهوره والله الذي لا إله إلا هو لإن فارقتم إمامكم ونكثتم بيعته لأقاتلنكم ما دام في سيفي قائمة.
هذا الصحابي الجليل الذي عاصر أحداث الفتنة الكبرى يعرف حقوق ولي الأمر الذي أخذت له البيعة وإن كان ولي الأمر يزيد ! يبقى ولي أمر أخذت له البيعة ويعرف أيضا خطورة نقض البيعة والخروج على ولي الأمر ولذلك حذر رضي الله عنه أهل الكوفة من مغبة الخلاف .
......
٦
هذه التطورات في العراق وصلت إلى يزيد بن معاويه وكان يزيد يبغض أمير البصرة عبيد الله بن زياد وكان عازما على عزله ولكنه أبقاه والي للبصرة.
..........
٧
لما سمع يزيد بن معاوية باءضطراب الأوضاع في الكوفة وتراخي النعمان بن بشير مع الثوار أمر بعزله عن الكوفه وتولية عبيدالله بن زياد الكوفة.
......
٨
اصبح عبيد الله بن زياد أمير العراق ودخل الكوفة متلثما بعمامه سوداء ومعه 17 رجل من أتباعه وتوجه إلى الجامع وخطب في الناس وحذرهم من الفتنة.
........
٩
لما علم مسلم بن عقيل بقدوم عبيدالله بن زياد للكوفة جمع ٤٠٠٠ مقاتل وذهب ابن زياد لقصر الإمارة وطلب من رؤوس القبائل أن يتخلو عن مسلم بن عقيل
.......
١٠
تخلى أهل الكوفة عن مسلم بن عقيل وخذلوه بعد أن كانوا ٤٠٠٠ رجل اصبحوا ٥٠٠ ثم ٣٠٠ ثم٣٠ ثم في صلاة المغرب٣٠ وبعد الصلاة١٠ثم بقى وحيدا.
........
١١
أين ذهب مسلم بن عقيل بعد أن خذله أهل العراق؟
بقى مسلم بن عقيل تائها وحيدا لا يعرف أين يذهب وانتهى به الأمر إلى بيت امرأة
وكانت أم ولد لــ ( الاشعث بن قيس الكندي ) سيد كنده في زمانه , ولم تكن هذه المرأة تعرف مسلم بن عقيل فطرق الباب وسألها على أن تسقيه الماء فلما أحضرت له الماء لم ينصرف بعد شربه للماء أسترابت في أمره فقال أنا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني طبعا رقت لحاله وآوته في بيتها وكان لها ولد ولكن ليس من الأشعث وكان مع الشيعة الذين خرجوا مع مسلم بن عقيل فلما عاد ابنها إلى المنزل عرف بأن أمه تؤوي رجل غريبا فلما سألها عنه فأخبرته أنه مسلم بن عقيل .
........
١٢
إبلاغ عبيد الله بن زياد بمكان مسلم بن عقيل:
وفي الصباح ذهب ابن المرأة إلى ( عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث وأخبره بأن مسلم بن عقيل في بيتنا فذهب عبد الرحمن إلى أبيه محمد بن الاشعث وأخبره بالأمر وكان في مجلس بن زياد فأسر له بالأمر فلما استعلم منه ابن زياد عن الامر أخبروه فأرسل صاحب الشرطه ( عمرو بن حريث المخزومي ) ومعه ( محمد بن الاشعث ) وولده ( عبد الرحمن بن محمد ) ومعهم قرابه الـــ 80 فارسا وحاصروا مسلم بن عقيل في الدار التي كان بها فدخلوا عليه فقاتلهم مسلم بن عقيل قتالا شديدا ولكنهم تكاثروا عليه وأثخنوه بالجراح فخرج إليهم بسيفه بعد أن اشعلوا النار في البيت ورموه بالحجاره فأعطاه ( عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث ) الأمان.
.........
١٣
استسلام مسلم بن عقيل إلى جند عبيد الله بن زياد وبكاءه :
بعد أن استسلم لهم مسلم بن عقيل عرف يرحمه الله أنهم سيقتلونه فبكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقالوا له إن من يطلب مثل هذا الأمر لا يبكي فقال أما والله لست أبكي على نفسي ولكن أبكي على الحسين و آل الحسين أنه قد خرج إليكم من مكة وبعد ذلك قال لمحمد بن الاشعث إن استطعت أن تكتب للحسين على لساني تأمره بالرجوع فافعل وبالفعل كتب بن الاشعث وبعث للحسين يأمره بالرجوع ولكن الحسين لم يصدق ما جاء به ( اياس بن العباس الطائي ) رسول ابن الأشعث وواصل مسيره إلى العراق .........
١٤
قتل مسلم بن عقيل في الكوفة وخروج الحسين بن علي من مكة إلى العراق:
أخذوا مسلم بن عقيل الذي أثخنته الجراح إلى عبيد الله بن زياد في قصر الإمارة في الكوفة وهو يكبر ويهلل ويسبح ويستغفر ويقول ( اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا) يعني بذلك الشيعه من أهل الكوفة ثم إنهم ضربوا عنقه يرحمه الله ورموه من أعالي قصر الإمارة وقد قتل مسلم بن عقيل في يوم عرفه من سنه 60 وكان الحسين رضي الله عنه قد خرج بأهله وجماعته من مكة يوم العاشر من ذي الحجه من سنه 60 للهجرة متوجها إلى العراق.
١٥
نصيحة الصحابي الجليل عبدالله بن عباس للحسين بن علي بعدم الخروج :
ذهب الصحابي عبدالله بن عباس إلى الحسين بن علي ينصحه بعدم الخروج وقال له إن أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم ولكن الحسين رضي الله عنه شكره على نصيحته وقال له والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق ولكني قد عزمت على المسير.
........
١٦
نصيحة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر للحسين بن علي بعدم الخروج للعراق :
لما علم الصحابي عبد الله بن عمر بخروج الحسين لحقه على مسيرة ثلاث ليال فقال له أين تريد قال العراق فقال له لا تأتهم فأبا الحسين رضي الله عنه وقال له ابن عمر رضي الله عنه أني محدثك حديثا أن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فختار الآخرة ولم يريد الدنيا وإنك بضعة من رسول الله والله ما يليها أحد منكم أبدا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم , ولكن مع ذلك وبعد الذي سمعه من عبد الله بن عمر رفض الحسين ان يرجع فاعتنقه بن عمر وبكى وودعه والحديث عن نصح الحسين يطول فقد نصحه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وحذره من الخروج وغيره نصحوه بعدم الخروج إلى العراق .
.......
١٧
خرج الحسين رضي الله عنه من مكة إلى العراق ومعه أهل بيته ولما عرف كبار الأمويين بخروج الحسين انزعجوا خوفا على الحسين لا خوفا من الحسين.
......
١٨
ماذا كتب الخليفة يزيد بن معاوية وأيضا مروان بن الحكم لعبيدالله بن زياد عندما علموا بقدوم الحسين
إلى العراق :
كتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد : بلغني أن حسيناً قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلاد وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبداً .
أيضا كتب مروان بن الحكم بن أمية إلى عبيد الله بن زياد قال : أما بعد فإن الحسين بن علي قد توجه إليك، وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، وإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا ينساه العامة، ولا يدع ذكره، والسلام عليك.
..............
١٩
وكتب أيضا عمرو بن سعيد إلى عبيد الله بن زياد قال له : أما بعد فقد توجه إليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تعود عبداً تسترق كما يسترق العبيد.
.........
٢٠
الحسين واصل طريقه إلى العراق ونزل في مكان اسمه ( ذو حسم ) ونصبوا خيامهم فجائهم الحر بن يزيد التميمي في ألف فارس وهم مقدمه لجيش بن زياد.
........
٢١
كان الحر بن يزيد التميمي يتحاشى القتال مع الحسين حتى جاء ٤ رجال من الكوفة للحسين وأبلغوه أن مسلم بن عقيل قتل فترحم عليه ونزل في نينوى.
........
٢٢
أمر عبيد الله بن زياد عمرو بن سعد بن أبي وقاص أن يتوجه للحسين بن علي:
في الثالث من محرم سنة 61 وصل ( عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي ) بجيش عدده ٤٠٠٠ مقاتل وكان بن زياد قد جهز هؤلاء الـ 4000 لقتال الديلم فعسكروا بالكوفة ثم جاءهم أمر بن زياد بالمسير إلى الحسين وصحبه فاءذا فرغوا منهم ساروا إلى الديلم فاستعفاه عمر بن سعد من هذه المهمهة وهي مهمة قتال الحسين ولكن بن زياد قال له إن شئت أعفيتك وعزلتك عن ولايه هذه البلاد التي قد كلفتك عليها فقال له عمرو بن سعد أمهلني حتى انظر في أمري .
.........
٢٣
ماذا فعل عمرو بن سعد مع عبيدالله بن زياد ومع الحسين بن علي:
يقولون إن عمر بن سعد لم يستشر أحدا إلا أشار عليه بعدم المسير إلى الحسين حتي أن ابن أخته ( حمزه بن المغيره بن شعبه ) قال له إياك أن تسير إلى الحسين فتعصي ربك وتقطع رحمك فوالله أن تخرج من سلطان الأرض كلها أحب إليك أن تلقا بدم الحسين ثم أخذ عبيد الله بن زياد يضغط على عمر بن سعد وأخذ يتهدده ويتوعده بالعزل والقتل فخضع عمر بن سعد للضغوط وسار بمن معه إلى الحسين ولما ذهب إليه التقا الحسين بــ عمر بن سعد وبعد كلام طويل قال له الحسين ١-إما أن تدعني اذهب إلى يزيد في الشام فأضع يدي بيده ٢-أو تدعني ارجع إلى الحجاز٣- أو أذهب إلى بعض الثغور لأقاتل الترك.
.........
٢٤
كتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد بذلك فقبل بن زياد ولكن الخبيث ( شمر بن ذي الجوشن ) قال لا والله حتى ينزل على حكمك فوافقه ابن زياد.
.......
٢٥
شمر بن ذي الجوشن وفد على الرسول يوم بدر ولم يسلم ولكنه اسلم بعد ذلك فقال له عمرو بن سعد ويحك لماذا صرفت عن ابن زياد مطالباته الثلاثة.
.......
٢٦
قال العلماء عن شمر أنه من البطانة السيئة لوالي سيء وهو ابن زياد لأن ابن زياد وافق على النقاط الثلاثة لكن شمر قال حتى ينزل على حكمك.
.......
٢٧
قال ابن زياد إلى شمر إن لم يجيئ الحسين ومن معه على حكمي وإلا فأمر بن سعد بقتالهم فاءن تباطأ فاضرب عنقه وتولى قيادة الجيش مكانه .
.......
٢٨
سار جيش ابن زياد لقتال الحسين بعد صلاة العصر وأرسل الحسين أخاه العباس مع عشرين فارسا ليستعلم منهم عن أمرهم .
........
٢٩
قال شمر بن ذي الجوشن لجند الحسين إما أن تأتوا على حكم ابن زياد أو نقاتلكم ثم اتفقوا على أن ينصرفوا هذا المساء حتى ينظر الحسين في الصباح.
........
٣٠
أمر الحسين جيش ابن زياد أن يخبرهم في الصباح ثم أنه أوصى أهله وخطب في أصحابه ثم أخذوا يصلون ويستغفرون ويدعون ( عرف انها النهايه والموت ).
.......
٣١
وفي يوم الجمعه العاشر من محرم سنه 61 وبعد أن صلوا الصبح أستعد الطرفان للقتال وكان مع الحسين بن علي أثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا .
.......
٣٢
كان الحر بن يزيد التميمي وقرابة الثلاثين رجلا من جيشه قد أنضموا إلى الحسين لما أبا القوم تخيره في احد الأمور الثلاثة التي طلبها الحسين.
.......
٣٣
أشتعل القتال في كربلاء وكربلاء أرض في مكان أسمه الطف وقاتل الحسين ومن معه بشجاعة فائقة ولكن ماذا يفعل العشرات أمام الألف .
.........
٣٤
تساقط جند الحسين صرعى حتى بقي وحيدا جريحا شاهرا سيفه ثم طعنه الخبيث سنان النخعي بالرمح فوقع الحسين ثم نزل إليه وذبحه وأحتز رأسه الطاهر .
........
٣٥
وبعد يوم من المعركة دفن جماعة من بني أسد كانوا يقيمون في تلك الناحية أصحاب الحسين الـ 72 وقتل من أولاد فاطمة من بين ولد وحفيد 17 رجلا.
........
بقلم/حامد الشمري