السبت، 15 فبراير 2014

قصة حزقيل عليه السلام

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وبعد فاءن من أنبياء بنى اسرائيل حزقيل
 -عليه السلام- فقد ذكر الله قصته في القرآن الكريم قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ).

قصته:
 قال ابن إسحاق: فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض فقال لهم الله موتوا فماتوا جميعاً فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة فمر بهم حزقيل -عليه السلام- فوقف عليهم متفكراً فقيل له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟فقال: نعم فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحماً وأن يتصل العصب بعضه ببعض فإذا هم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.
 
عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) قالوا: كانت قرية يقال لها داوردان قبل واسط وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية منها فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون فلم يمت منهم كثير فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم فوقع فيهم مرة اخرى فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفاً حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد أفيح فناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه: أن موتوا فماتوا حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم ومرّ بهم نبي يقال له حزقيل -عليه السلام- فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوي شدقيه وأصابعه فأوحى الله إليه: تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم فقيل له: نادِ فنادى: أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً فاكتست لحماً ودماً وثيابها التي ماتت فيها ثم قيل له: ناد فنادى: أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومي فقاموا.
 
قال أسباط: فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا "سبحانك الله وبحمدك لا إله إلا أنت"
فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوباً إلا عاد رسماً حتى ماتوا لآجالهم التي كتبت لهم.
 
عددهم:
اختلف العلماء في عددهم فمنهم من قال 
 أربعة آلاف ومنهم من قال ثمانية آلاف ومنهم من قال تسعة آلاف ومنهم من قال ثلاثين الفاً ومنهم من قال أربعين ألفاً والقرآن الكريم لم يحدد عددهم فالعبرة من القرآن قصتهم وليس عددهم.

 
قال محمد بن إسحاق ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم وعظُمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان وكان من جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له بعل فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران.

 بقلم/ حامد الشمري
١٦-٢-٢٠١٤م