الخميس، 25 يوليو 2013

قصة داوود عليه السلام ..بقلم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وبعد فسود نتكلم عن داوود -عليه السلام- وبدايةً سوف نتكلم عن أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياة داود عليه السلام وسوف نتكلم بمقدمة عن حال بني إسرائيل منذ وفاة موسى عليه السلام حتى قيام ملك داود عليه السلام: 

١-بعد انقضاء المدّة التي أقامها بنو إسرائيل في التيه وهي (٤٠) سنة وبعد وفاة هارون وموسى تولى أمر بني إسرائيل نبي من أنبيائهم اسمه (يوشع بن نون عليه السلام) فدخل بهم بلاد فلسطين وقسم لهم الأرض وكان لهم تابوت "صندوق"فيه ألواح موسى وعصاه ونحو ذلك وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٢٤٨]. 

٢-لما توفي يوشع بن نون تولى أمر بني إسرائيل قضاة منهم ولذلك سمي الحكم في هذه المدّة حكم القضاة وفي هذه المدة دبّ إلى بني إسرائيل التهاون الديني فكثرت فيهم المعاصي وفشا فيهم الفسق إلى أن ضيعوا الشريعة ودخلت في صفوفهم الوثنية فسلَّط الله عليهم الأمم فكانت قبائلهم عرضة لغزوات الأمم القريبة منهم وكانوا إلى الخذلان أقرب منهم إلى النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم وكثيراً ما كان خصومهم يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم.

٣-وفي أواخر هذه المدّة سَلب الفلسطينيون منهم "التابوت"، في حربٍ دارت بين الطرفين وكان ممّن يدبر أمرهم في أواخر مدّة حكم القضاة نبي من أنبياء بني إسرائيل  اسمه: (صمويل = شَمْويل)، يتصل نسبه بهارون عليه السلام فطلب بنو إسرائيل من (صمويل) أن يجعل عليهم ملكاً يجتمعون عليه ويقاتلون في سبيل الله بقيادته، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: ٢٤٦]. 
فسأل صمويل ربه في ذلك فأوحى الله إليه أن الله قد جعل عليهم ملكاً منهم اسمه طالوت فاستنكروا أن يكون طالوت ملكاً عليهم فقال الله عزّ وجلّ: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٤٧] فسألوا عن دليل رباني يدلهم على أن الله ملَّكه عليهم فقال لهم صمويل  {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءالُ مُوسَى وَءالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٢٤٨]. وأعطاهم صمويل موعداً لمجيء التابوت تحمله الملائكة فخرجوا لاستقباله فلما وجدوا التابوت قد جيء به حسب الموعد أذعنوا لملك طالوت فكان أول ملك من ملوك بني إسرائيل. 

٤-جمع طالوت صفوف بني إسرائيل وهيأهم لمحاربة عدوهم وعددهم ٨٠ الف وخرج بهم ثم اصطفى منهم بعضهم يقال ٤آلاف شخص  قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ٢٤٩]. 
وهؤلاء القلة هم الذين اصطفاهم طالوت للقتال بعد رحلة برية شاقة سار بهم فيهاوقد اشتد فيها ظمأ القوم وبهذه القلة التي جاوزت النهر واجه طالوت الأعداء. 

٥- لقي طالوت خصومه الوثنيين الفلسطينيين وكان رئيسهم جالوت قوياً شجاعاً فرهبه بنو إسرائيل وهنا دخل في صفوف بني إسرائيل المقاتلين فتى صغير من سِبط يهوذا كان يرعى الغنم لأبيه "اسمه داود"، ولم يكن في الحسبان قالوا: فرأى داود جالوت وهو يطلب المبارزة معتداً بقوته وبأسه والمقاتلون من بني إسرائيل قد رهبوه وخافوا من لقائه فسأل داود -وهو الفتى الصغير- عما يصير لقاتل هذا الرجل الجبار شديد البأس فأُجيب بأن الملك "طالوت" يغنيه ويزوِّجه ابنته فذهب داود إلى الملك طالوت وطلب منه الإِذن بمبارزة جالوت فوافق طالوت وقد أخذ داوود مقلاعه وكان ماهراً بها زوَّده بحجرٍ من أحجاره ورمى به فثبت الحجر في جبهة جالوت الجبار فطرحه أرضاً ثم أقبل إليه وأخذ سيفه وفصل به رأسه وتمت الهزيمة لجنود جالوت بإذن الله! 
قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: ٢٥١]. 
ووفَّى طالوت لداود بالوعد فزوجه ابنته (ميكال) وأغناه. 

 *تعرض القرآن الكريم في عدة سور لحياة داود عليه السلام  وأبرز النقاط هي :

١-إثبات نبوته ورسالته وأن الله أوحى إليه وأنزل عليه الزبور وآتاه الحكمة وفصل الخطاب وعلمه مما يشاء وأمره أن يحكم بين الناس بالحق. 

٢-إثبات أنه قتل جالوت في المعركة التي قامت بين بني إسرائيل وعدوهم بقيادة طالوت. 

٣-إثبات أن الله أنعم عليه بنعم كثيرة منها: 

أ- أن الله آتاه الملك وشدّه له وجعله خليفة في الأرض وأعطاه قوةً في حكمه.

ب- أن الله سخر الجبال والطير يسبحن معه في العشي والإِبكار. 

ج-أن الله آتاه علم منطق الطير كما آتى ولده سليمان من بعده مثل ذلك. 

د- أن الله ألان له الحديد فهو يتصرف بَطيّه وتقطيعه ونسجه كما يتصرف أحدنا بالأشياء اللينة بطبعها. 

هـ-أن الله علَّمه صناعة دروع الحرب المنسوجة من زرد الحديد وكانت هذه الصناعة غير معروفة قبل داود عليه السلام. 

بقلم/حامد انغيمش
٢٥-٧-٢٠١٣م

الاثنين، 1 يوليو 2013

قصة يونس عليه السلام ..بقلم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وبعد فاءن نبينا يونس عليه السلام قد أرسله الله إلى قوم نينوى فدعاهم إلى عبادة الله وحده ولكنهم أبواواستكبروا فتركهم وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاث ليال ذهب وتركهم فخشوا على أنفسهم فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب أما يونس فخرج في سفينة وكانوا على وشك الغرق فاقترعوا لكي يحددوا من سيلقى من الرجال فوقع ثلاثا على يونس فرمى نفسه في البحر فالتقمه الحوت وأوحى الله إليه أن لا يأكله فدعا يونس ربه أن يخرجه من الظلمات فاستجاب الله له وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون.
وقيل أنه عندما قذفه الحوت على شاطيء البحر كان سقيم وجسمه طريا فألتفت عليه شجرة اليقطين وغطت جسمه عن الذباب والهواء وتجيء إليه غزالة حلوب تقف على رأسه وتأكل من اليقطين وهو يرضع من ديدها حتى شفي وذهب إلى قومه فلما جائهم وجدهم مؤمنين.
وكان من دعاء يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت (لاإله إلاأنت سبحانك إني كنت من الظالمين).

بقلم/ حامد الشمري
١-٧-٢٠١٣م